Friday, June 19, 2009

في صمت

جلس أمامي وحيداً على كرسي منفرد يتابع المباراة بأهتمام و من حوله الناس يتابعونها بحماس.

يحاول تبادل أطراف الحديث معهم فلا يصغي له أحد، فالمباراة مشتعلة و سريعة الإيقاع.

يحاول الإندماج في المباراة، يتأثر، يقف مفزوع، يعلق بصوت منخفض لنفسه، ثم يجلس.

تهتف الناس و تصفق، يفرح هو و يتلفت حوله كالطفل الصغير المعجب بالزحام، لكنه جالس شابك الأيدي على صدره.

تقترب المباراه من نهايتها و الكل متوتر، لكنهم سعداء بالتقدم بهدف مقابل لا شئ.

يتناقشون فيما بينهم بصوت مرتفع مسموع، يعلقون بكلمات قصيرة مختصرة و معبرة.

 يصغي هو...

 يمتنع عن التعليق، فليس معه أحد ليستمع إلى كلماته.

 يكتفي بالمتابعة في صمت.

يعلن حكم المباراة إنتهائها بفوز مصر.

 يقف الناس مهللين، يحتضنوا بعضهم، يغنوا، يهتفوا، يرقصوا، يبدأوا في الإنصراف.

الجالس أمامي فرح.. لكن في صمت

يقوم عن مقعده ليرحل.. في صمت

أنظر إليه طويلا لعله يلتفت لي. أريد تهنأته بالفوز..

لكنه يمشي متثاقلا مبتعداً، ناظراً إلى خطواته، شارد الذهن.

ربما يعود إلى منزله، يبدأ في تغيير ملابسه، يعلقها على الشماعة المجاورة إلى سريره، يطفأ الضوء.

لينام في صمت.

2 comments:

لبنــــــــــى said...

يمكن ما راح ينام
يمكن راح يحتفل بطريقتة
يحكي في مكان الو شخص فيه بهتم بوجوده اكتر

بعض الاحيان بلفت نظرنا اشخاص بخلونا نهتم فيهم
لدقائق

تدوينه جميلة
تحية

Y. M. S. said...

أنا حسّيت إنك افترضت تلقائياً إنه عايش لوحده من غير شريك. أنا تلقائياً افترضت العكس؛ إنه هيروّح لمراته :) أنا حتى شفت دبلة فأصبعه لما قلت متشابك الأيدي.